معركة المرجة ولاية سعيدة

معركة المرجة 14اكتوبر1958.
المرجة تقع إقليميا في الحدود الفاصلة ما بين بلديتي دوي ثابت و عين الحجر و بالتحديد على تراب هذه الأخيرة كونها تقع على الجزء الايسر للطريق الوطني رقم 92 الرابط بين ولايتي سعيدة و سيدي بلعباس و بالتحديد داخل الحدود التاريخية للمنطقة الخامسة التي كرسها مؤتمر الصومام اي داخل تراب بلدية عين الحجر بمحاذاة الحجيرة و سيدي أمبارك جنوبا. و تقابلها دوي ثابت شمالا و نحو سرباو شرقا و ترتبط جبليا بسلسلة جبل الحديد نحو وعلى و البقار غربا. و الفاصل بين المنطقتين الخامسة و السادسة الطريق الوطني رقم 92.
هذه المنطقة يقع في سفوحها من الجهة الغربية دوار اولاد بن داود المعروف بالهبيلات و المشكل من ألقاب داودي بومداني بوري و عمارة. الذي كان يحتوي اكبر مركز إمداد و إسناد و استقبال لجيش التحرير نظرا لسهولة التحرك و عدم تحكم السلطات الاستعمارية على المنطقة و التي جندت لها قوات في دوي ثابت. مولاي العربي المعروفة بفاقرم . سيدي أمبارك المعروفة بقاريق. وعلة . داود المعروفة ببرطولو. و تبعد المرجة بحوالي 28 كلم عن سعيدة و 14 عن يوب أو داود.
وقائع المعركة....
خلال ليلة 13ال 14اكتوبر 1958و نظرا لعمليات التمشيط الواسعة القوات الاستعمارية تحت إمرة الجنرال جيل للقضاء على الثورة . و من خلال شهادات بعض من عايشوا المعركة منهم بلخوجة احمد المدعو موطني. كافي علي المدعو بوبكر . بوطالب لعرج المدعو الصغير .نوري احمد المدعو مفتاح و عصام عدة المدعو عدة. و من خلال تحركات استطلاعية لإحدى الطائرات اكتشفت تصاعد دخان بالمكان المسمى عين شويخ فوجهت القوات الممشطة لجبل تافرنت نحو المرجة و المدججة بالمئات من المدرعات و ظهرت أربعة طاىرات من نوع ب 26 التي بدأت في قصف جهنمي تمهيدا للإنزال الجوي للقوات الخاصة للفيف الأجنبي . و بعدما رأى بواسل جيش التحرير صعوبة الوضعية و صعوبة خروجهم من التطويق دخلوا في اشتباك مباشر مع جنود العدو لفتح ثغرة أمام التعزيزات التي تواصلت.
حيثيات المعركة...
في اليوم الذي سبقها وصلت الكتيبة التابعة للمنطقة السادسة إلى مركز الشنن بفصاىلها الثلاثة تحت قيادة الشهداء بن عامر.بن حبيب و لخضر ولد الرومية على التوالي الاولى و الثانية و الثالثة إلى المركز المذكور الذي كانت تتواجد به فصيلة من المسبلين بقيادة شهيد يدعى العربي و فرقة كوماندوز  بقيادة عصام عدة و فرقة الديوانة المكلفة بالحراسة بالإضافة لقيادات.
و غير بعيد بمركز المرجة كانت قيادة المنطقة الخامسة متمركزة بكاملها و معها كتيبة حسب إفادة المجاهد سماعيل الذي كان مسؤولا عسكريا للمنطقة السادسة و تولى بعد الإستقلال مسؤولية رئاسة بلدية وهران.
و حسب المجاهد بوطالب لعرج ففي بداية الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 1958 كانت الكتيبة متمركزة بالناحية الثالثه بالحساسنة و أثر عمليات التمشيط و في اليوم التاسع قرر قائد الكتيبة مغادرة هذه الناحية نحو سعيدة و نزلت بالمكان المسمى الرمل الذي يشرف عليه بن عيسى . لتنتقل من جديد إلى مركز الشنن على وجه السرعة حيث قضت ليلة واحدة و صباح اليوم الموالي اتجهت نحو جبل تفرنت بمركز مرزوق بوشيخ الذي يبعد عن سعيدة حوالي 25 كلم.
لينذر الشهيد مقلالي الجيلالي في حدود الساعة الخامسة صباحا رفاقه عن دوي كبير للمحركات و وصل خبر من سيدي اعمر بوصول العدو الذي لم يكن على علم بوجود كتيبة هناك .فأعطى قائدها الأمر بالمغادرة نحو جبل تالمست الذي سبقهم إليه جنود العدو . فانسحبت الكتيبة بهدوء نحو سيدي مرزوق . و في ذات الوقت تمكن العدو من إلقاء القبض على القائد العسكري للناحية الثالثة المدعو سي عبد الرزاق جريحا.لتنتقل الكتيبة نحو مركز الشنن الذي وصلته في منتصف الليل و الذي غادرته قبل حلول الفجر نحو جبل المرجة بالمنطقة الخامسة حيث نزلوا قرب العين المائية الموجودة به بعد إرهاق شديد و تزامن وصولها مع وجود قيادة المنطقه الخامسة التي تمركزت من قبل.
في حدود الساعة العاشرة من صباح يوم 14اكتوبر وصلت المؤونة التي شرع في توزيعها لتظهر في السماء طائرة استطلاع للعدو صادفت انبعاث دخان اشعل من طرف مجهول . و في منتصف النهار بدأت القوات الاستعمارية بتطويق الموقع و ظهرت طائرات ب 26 المقنبلة التي بدأت قصفا شديدا  وحلت محلها تسع طائرات من نوع ت.س و ثلاثة طائرات نفاثة التي ألقت باطنان القنابل تمهيدا للإنزال الجوي للقوات الخاصة و تطويق لما يفوق 5000عسكري مدججين بترسانة حربية.
و بعد عمليات تسابق صعودا نحو قمم الجبال لاحتلال مواقع حساسة للتصدي للعدو رغم القصف المكثف و في حدود الساعة الثانية بعد الزوال بدأ القتال و أظهر بواسل جيش التحرير شجاعة و استماتة كبيرة و انقسمت الكتيبة الى مجموعتين الأولى بقيادة الشهيد عامر الثانية بقيادة الشهيد بن حبيب علي . و تواصل القتال لغاية حلول الظلام . أما الفصيلة الثالثة انسحبت من ساحة المعركة و لم ينج من جنود الفصيلتين سوى ستة جنود أربعة منهم وقعوا في الأسر و نجا اثنان بأعجوبة و استشهد خلال هذا اليوم قاىد المنطقة الخامسة النقيب سي عبد الهادي و نائبه الملازم الأول سي خير الدين.
نتائج معركة المرجة.
بعد مرور الأسبوع الأول عن معركة المرجة و رفع الحصار و حسب المعلومات الأولية فإن الخسائر بلغت في صفوف جيش التحرير 56 شهيدا و فقدان 19 اي مجموع 75 شهيدا . أما العدو تكبد ما يفوق 200 عسكري مقضى عليه. و عدد مضاعف من الجرحى ...
المرجع مجلة اول نوفمبر .معركة المرجة تحقيق الزبير بوشلاغم . أما عدد الشهداء حسب السجل الذهبي لمديرية المجاهدين صفحة 30 فهو 72 شهيدا و خسائر العدو 520 قتيل. فيما تذكر شهادات عسكرية فرنسية في كتاب حول الكوموندو جورج أن الخسائر في جيش التحرير تفوق 85 و بهذا ما بين العدد المصرح به رسميا لدى الجهات المعنية 72 و ما يفوق 85 بالنسبة للفرنسيين فإن 13 شهيدا لم يتم تسجيلهم ربما لأن هوياتهم مجهولة . أو لم يتم التعرف عليهم نظرا للقصف الشديد لقنابل طيران العدو أو أسرهم و قتلهم. رحم الله شهداءنا الابرار....
و يشهد نصب تذكاري في أعلى جبل المرجة على هذه الملحمة التي خلدت صورة مشرفة من تاريخ وطننا المجيد..

بقلم  : بغداد مرابطي




تعليقات

  1. السلام عليكم فى معركة المرجه الشهيد قشاوة محمد والذى كان أبوه قشاوة سليمان قائد مركز فى سيدى مرزوق نرجو ادراج إسم الشهيد فى القائمه والذى كانت زوجته في السجن الفرنسي وتمى إطلاق سراح زوجته اثناء استشهاده في المرجه

    ردحذف
  2. المؤونة التي وصلت كانت كالاتي 2شواري تاع خبز ولحم طايب في الماء وشكارة تاع كسوة
    اللي طيبوابدرة مجلال وامراة اخرى
    عدد الشهداء70جندي و6مدنيين
    شهادة عبد القادر سبيح (منقولة)

    ردحذف
  3. شكرا اخي علي هذه معلومات وممكن ان تساعندنا في كتابت ما تعرفه عن معركة المرجة
    شكر

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ ومعلومات عن عرش الحساسنة ولاية سعيدة

المرابطين اولاد سيد الحاج بن عامر ولاية سعيده